عمر بن الخطاب أيها الحكام
تقول زوجته عاتكة: كان يأتي إلى فراشه لينام فيطير منه النوم ويجلس يبكي، فأقول له: ما لك يا أمير المؤمنين؟
فيقول:
توليت أمر أُمة محمد صلى الله عليه وسلم، وفيهم المسكين والضعيف واليتيم والمظلوم، وأخشى أن يسألني الله عنهم يوم القيامة.
وقرقر بطنه من الجوع على المنبر عام الرمادة، فأشار إلى بطنه
وقال:
قرقر أو لا تقرقر والله لا تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين.
ومر بامرأة في خيمة وقد ولدت طفلا وعندها أطفال غيره قد مات أبوهم، فذهب إلى بيت المال وأحضر دقيقا وزيتا وأوقد لهم النار وصنع لهم العشاء وقدمه،
فقالت المرأة:
والله إنك خيرٌ من عمر بن الخطاب.
وقرأ قول الله تعالى (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ) فبكى وقال ما بقي لنا شيء ومن بقي له شيء فليطلبه.
وذهب بثوبه المرقعّ لفتح بيت المقدس وقال له بعض قواده لو لبست يا أمير المؤمنين لباسا جميلا إعزازا للإسلام،
فقال:
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
وكان يطلي إبل الصدقة، فجاءه رجل فقال:
يا أمير المؤمنين أنا أطلي عنك الإبل،
فقال عمر:
أأنت تحمل عني ذنوبي يوم القيامة؟
وذهب مرة خلف أبي بكر الصديق ودخل أبو بكر خيمة امرأة مع أطفالها فاختفى عمر وانتظر حتى خرج أبو بكر ثم دخل على المرأة فسألها عن حالها، فقالت
أنا امرأة حسيرة كسيرة ومعي عيال وليس لنا عائل إلا الله.
فقال عمر وماذا يصنع هذا الشيخ الذي يدخل عليكم؟
قالت يصنع طعامنا ويكنس بيتنا ويحلب شياهنا ويغسل ثيابنا.
فجلس عمر يبكي ويقول: أتعبت الخلفاء بعدك يا أبا بكر.
ومر في سكة المدينة ليلا فسمع بائعة لبن تقول لابنتها امزجيه بالماء ليكثر فإن عمر لا يدري،
فقالت الفتاة:
لكن الله يدري.
فعرف عمر البيت وخطب الفتاة لابنه عاصم،
وكان من ذريتها الخليفة الزاهد العادل المجدّد عمر بن عبد العزيز.
د. عائض القرني
تقول زوجته عاتكة: كان يأتي إلى فراشه لينام فيطير منه النوم ويجلس يبكي، فأقول له: ما لك يا أمير المؤمنين؟
فيقول:
توليت أمر أُمة محمد صلى الله عليه وسلم، وفيهم المسكين والضعيف واليتيم والمظلوم، وأخشى أن يسألني الله عنهم يوم القيامة.
وقرقر بطنه من الجوع على المنبر عام الرمادة، فأشار إلى بطنه
وقال:
قرقر أو لا تقرقر والله لا تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين.
ومر بامرأة في خيمة وقد ولدت طفلا وعندها أطفال غيره قد مات أبوهم، فذهب إلى بيت المال وأحضر دقيقا وزيتا وأوقد لهم النار وصنع لهم العشاء وقدمه،
فقالت المرأة:
والله إنك خيرٌ من عمر بن الخطاب.
وقرأ قول الله تعالى (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ) فبكى وقال ما بقي لنا شيء ومن بقي له شيء فليطلبه.
وذهب بثوبه المرقعّ لفتح بيت المقدس وقال له بعض قواده لو لبست يا أمير المؤمنين لباسا جميلا إعزازا للإسلام،
فقال:
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
وكان يطلي إبل الصدقة، فجاءه رجل فقال:
يا أمير المؤمنين أنا أطلي عنك الإبل،
فقال عمر:
أأنت تحمل عني ذنوبي يوم القيامة؟
وذهب مرة خلف أبي بكر الصديق ودخل أبو بكر خيمة امرأة مع أطفالها فاختفى عمر وانتظر حتى خرج أبو بكر ثم دخل على المرأة فسألها عن حالها، فقالت
أنا امرأة حسيرة كسيرة ومعي عيال وليس لنا عائل إلا الله.
فقال عمر وماذا يصنع هذا الشيخ الذي يدخل عليكم؟
قالت يصنع طعامنا ويكنس بيتنا ويحلب شياهنا ويغسل ثيابنا.
فجلس عمر يبكي ويقول: أتعبت الخلفاء بعدك يا أبا بكر.
ومر في سكة المدينة ليلا فسمع بائعة لبن تقول لابنتها امزجيه بالماء ليكثر فإن عمر لا يدري،
فقالت الفتاة:
لكن الله يدري.
فعرف عمر البيت وخطب الفتاة لابنه عاصم،
وكان من ذريتها الخليفة الزاهد العادل المجدّد عمر بن عبد العزيز.
د. عائض القرني




ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق