في طفولتنا تم تمرير معلومة مفادها أننا أكسل شعوب الله، وأن قدرتنا على الاستيعاب والعمل محدودة، ولولا نعمة النفط الذي قيض لنا من يعلمنا ويخدمنا لكان حالنا حال كما شدا المرحوم (شادي الخليج). فيما بعد عرفت أن هذا ليس صحيحا ولا يمكن أن يكون صحيحا، كل فترة أقابل أشخاصا من الجنسين يعشقون العمل ويتفانون في أدائه، أشخاصا أسعد بلقائهم وأفخر بهم، لا يتقيدون بأوقات الدوام ولا يأبهون بمرور الوقت وهم منهمكون في أداء أعمالهم بحب، لا يتقاضون أجورا إضافية، ولا يشغلهم هذا الأمر، سعادة العمل تكفيهم.المرارة التي يشعر بها أغلبنا حين يسمع أن المدير الفلاني الوافد يتقاضى خمسة أو ربما عشرة أضعاف الراتب الذي يتقاضاه أحدهم رغم التساوي في الشهادة وأحيانا الخبرة لا يتوقفون عندها كثيرا.أعجبتني جملة تفوهت بها فتاة تجيد اللغة الإنجليزية إلى جانب الفرنسية والشهادة الجامعية، ووجدت نفسها تعمل تحت إمرة سيدة كانت مضيفة طيران وأصبحت زوجة لمسؤول نافذ، وبالتالي مديرة للقسم الذي تعمل به, هكذا بقدرة قادر.قالت: الذي نضيعه بالشكوى والتذمر وقت ضائع والأجدر أن نستغل الوقت في العمل بدلا من إهداره
وقال آخر
رب الجلالة إذا وهب لا تسألن عن السبب ويكفيني أني راض عن نفسي.ومن واقع تجربتي أقول إن أقل الناس تذمرا هم أكثر الناس عملا، وإن المقولة السابقة ظالمة إلى أبعد حد، لدينا من الكفاءات العالية ما يسمح لنا بكل أريحية بانتدابهم للعمل في الخارج بدلا من الاستيراد، ومهما احتوى ملف الخبرات والقدرات القادمة من الغرب من إنجازات ستبقى هناك خانة ناقصة على الدوام، خانة تقول: لن يحب أحد الوطن كما يحبه أبناؤه.
مقال وداد الكواري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق