الأحد، 2 أغسطس 2009

الخروج من فقاعه ..للزامل


عبارة «الخروج من الفقاعة»


تستخدم كنصيحة لمن تحاوطته الهموم من كل جانب، ثم تدفعه بقوة نحو التفكير باتجاه ضيق ومدمر، هذا التطويق الذهني يسميه المتخصصون في الامور السلوكية «فقاعة»


وهم يحثون كل انسان قد طوقته مسألة معقدة جدا على ان يقوم بحركة سريعة يخرج بها من هذه الوضعية الخطرة، فالغضبان مثلا تتحاوطه انفعالات سلبية خطيرة ولو امتنع عن اتخاذ اي قرار حتى يتجاوز تلك اللحظة الخطرة ويهدأ، فإن مسار حياته كله يتغير، وقد يكون على وشك هدم بيته الزوجي او الاستقالة من موقع عمل جيد بسبب مواجهته لتحد قاس يحتاج الى تفكير وتخطيط بدلا من التصرف بردود الافعال او يعاني من ضائقة مالية سدت عليه منافذ التفكير.. الخ.



تعبير «الخروج من الفقاعة» جميل جدا، مجرد التشبيه بالفقاعة يؤدي لشعور المرء بالثقة في امكانية الخروج من تلك اللحظة الخطرة، وكلما ابتعد عن الجو السلبي ازدادت قدرته في السيطرة على الانفعالات وتمكن من وضع تصور واقعي لحجم الهموم التي يواجهها، هذا سينعكس بالتأكيد على تزايد حجم الشعور بالثقة في النفس وبقدر ما تنمو يكبر حجم الانسان الواثق، وتصغر همومه فيردد بروح راسخة «كل عقدة ولها حلال»، ان تفاهة الفقاعة تتكشف بلمسة خفيفة فتنفقع في الهواء،




فقط استخدم عبارة حازمة تكشف بها حجم ثقتك بالله عز وجل، لقد وصف القرآن الكريم الاكتئاب، واسماه «الحزن» بفتح الحاء والزاي، وهو يختلف عن الحزن المعروف بضم الحاء، قال تعالى (وقالوا الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن)، الاكتئاب هو طائف - عابر - من الشيطان ليحزن المؤمن، قال تعالى (إن الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا، فإذا هم مبصرون) هكذا، تذكروا، واستعاذوا بالله من الشيطان الرجيم، مجرد ان ذكروا الله عز وجل فقأوا الفقاعة، فاختفت.
اسمع الى تجربة من خنقه دخان مدفأة من نار الفحم في فصل الشتاء، قال «.. مع برد الشتاء ودفء نار الفحم لم انتبه، بدأت افقد الوعي الا قليلا، رأيت الاطفال يفقدون الوعي، تحاملت على نفسي وزحفت حتى وصلت الى باب الغرفة، فتحته واستنشقت هواء نقيا ثم رجعت مسرعا واخرجت الاطفال الى الهواء الصافي» سمعت هذه القصة من السيد الوالد جزاه الله خيرا، انقذنا ونحن صغار من موت محتم عندما نجح في الخروج ولم يستسلم للاجواء التي سيطرت على الغرفة، كان ذلك في منتصف الخمسينيات في بيتنا بالديرة، نعم، اخرج قبل ان يسيطر عليك دخان الازمة التي تمر بها، ابحث عن صديق صاحب رأي وخبرة، تحدث معه، اقرأ في تجارب الآخرين عبر وسائل الاطلاع الحديثة، اسأل، اياك والصمت فهو مصيدة، لا تدخلها فينفرد بك الوسواس الخناس، أكثر من ذكر الله، املأ رئتيك واشحن صدرك بالهواء، ومعه احاسيس طافحة بالثقة برب الاكوان جل جلاله القائل (فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا).
كلمة أخيرة:




قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه: «والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجـــا الا سلك فجا غير فجــــك» وكان ابو ذر رضي الله عنه يســـقي على حوض ماء فورد رجل على الحوض فكسره وكان أبو ذر واقفا فجلس ثم اضطجع فقيل له: لماذا فعلت هذا؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع».




مقالة فيصل الزامل اعجبتني هنا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق