الأحد، 7 فبراير 2010

منطق طهران الصدَّامي


"تعليق على الصورة" تغيير ماكتب على انف بونوكيو الصاروخي وكتابة الموت للدول الجارة بدلا من اسرائيل "حفظنا الله من كل شر وجعل كيدهم في نحرهم"


تنطبق مقولة الولد الأرعن المشاغب على السياسة الإيرانية بما يثير الريبة منها, ليس فقط في ما يتعلق بإدارتها لبعض أدوات التخريب المتطرفة, بل في مجمل مواقفها, وأكثرها غرابة تلك المتعلقة بالملف النووي الذي فيه سقطت كل الحجج التي تسوقها طهران للمماطلة والتسويف في محاولة لكسب الوقت حتى تصل إلى أهدافها التي لا يعلمها الا شياطين طهران,




وهي بذلك تشكل مصدر تهديد للمنطقة والعالم, , وهي في الجوهر تهديدات للدول المجاورة التي من حقها أن تتحسب لكل ما يمكن أن يهدد أمنها, وفي المقابل فإن طهران, التي تحاول أن تدخل المنطقة في عصر الظلامية ومعاداة حركة العصر, ترفض أي انتقاد أو مخاوف تبديها هذه الدول, بل إنها لا تتوانى في إعلان اعتراضها على كل شاردة وواردة,




ومن الأمثلة المضحكة - المبكية في آن, أن طهران أبدت امتعاضها من نشر منظومة دفاعية في بعض دول الخليج العربية تحسباً لأي طارئ, في الوقت الذي أعلنت فيه أن تلك المنظومة لا تشكل تهديداً لها, وتعرف كيف تعطلها, فإذا كان الأمر على هذا النحو لماذا أبدت اعتراضها? أوليس في هذا التناقض ما يثير الريبة, ويجعل دول الخليج العربية في حال من القلق الدائم نتيجة تلك الممارسات?وهل يغيب عن بال المسؤولين الإيرانيين أن الأعراف الدولية تقر حق أي دولة تشعر بالتهديد مما يجري في دولة مجاورة أن تعلن مخاوفها من ذلك وتطالب بتفسيرات وتطمينات واضحة? بينما الغطرسة الإيرانية ترفض أي اعتراض من قريب أو بعيد




والموقف الإيراني الحالي يذكرنا بالمواقف التي كان يعلنها صدام حسين, خصوصا في ما يتعلق بإحراق نصف اسرائيل ب¯"الكيماوي المزدوج" وتكشفت الحقيقة عن دولة أشبه بمزرعة من مزارع القرن التاسع العشر, رغم أن العراق رابع دولة في العالم من حيث امتلاكه أكبر الاحتياطات النفطية.


والآن ها هي الجوقة الإيرانية تردد المعزوفة ذاتها, وتمارس مناورات سياسية ليست بريئة .مما لا شك فيه أن الأطماع الامبراطورية هي التي تتحكم بالسلوك السياسي لنظام طهران,




لأن التسويف والتدليس والمماطلة توحي فعلا بأن إيران لا تريد مفاعلاً سلمياً, بل هي تطمح إلى إنتاج أسلحة نووية لتتحول إلى مستعمر جديد للمنطقة, وهذا الأمر لن يكون متيسراً لها لأن الظروف الدولية الحالية مختلفة عما كانت عليها في القرون الماضية, والتي يبدو أن الذهنية السياسية لنظام الملالي لاتزال تعيش فيها, ولذلك أصبح المجتمع الدولي برمته مطالباً أكثر من أي وقت مضى بوقف الرعونة الإيرانية عند حدها وإعادتها إلى الرشد,




مقالة أحمد الجارالله








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق