السبت، 27 مارس 2010


نفتالي بانيت، مديرا عاما للمجلس منذ أقل من شهر فقط.

وقد صرح عدة مرات أنه يريد مضاعفة حجم الاستيطان إلى ثلاثة أمثال، حتى يصبح عدد المستوطنين مليون نسمة «و أنه يضع نصب عينيه عمل كل ما في وسعه لإبطال تجميد البناء الجزئي في المستوطنات معتبرا هذا التجميد تمييزا ضد اليهود، يقول: «هل يعقل أن يتمكن اليهود من البناء في نيويورك وموسكو وباريس، ويحظر عليهم البناء في أرضهم؟ إنه أمر جنوني». واتهم بانيت الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بالتسبب في إثارة العنف عن طريق الضغط الذي يمارسه على إسرائيل فيما يتعلق بقضية القدس. وبانيت هذا، له قصة مثيرة، وأغرب منها هو الوصول إلى منصب مدير مجلس المستوطنات..
ولد بانيت في مدينة رعنانا وسط إسرائيل شمال شرقي تل أبيب، قبل 37 عاما، وفيها يعيش مع زوجته وأولاده الثلاثة حتى اليوم. أنهى خدمته العسكرية واستمر في الجيش النظامي حتى تخرج ضابطا برتبة رائد. جل خدمته كانت في وحدة مختارة في الجيش الإسرائيلي تعرف باسم وحدة رئاسة الأركان، وهي التي خرجت أيضا ايهود باراك، وزير الدفاع، وعرفت بعمليات اغتيال شرسة في العالم العربي؛ مثل اغتيال ثلاثة قادة فلسطينيين في بيروت، واغتيال أبو جهاد خليل الوزير في تونس، وغيرهما. وقد شارك في حرب لبنان الأخيرة أيضا ضمن جيش الاحتياط. وخلال خدمته العسكرية درس المحاماة، وعندما فتح مكتب محاماة بدأ يهتم بالتطور التكنولوجي. فأقام شركة برمجة حاسوب، لكنها فشلت. وفضت الشركة. لكن بانيت توصل إلى قناعة بأن الفشل الأول كان من الإدارة غير السليمة، فأقام شركة أخرى طورت نظام حماية للتحويلات البنكية في الإنترنت، وقد اشترتها شركة أميركية بقيمة 145 مليون دولار. ومن هنا بدأ يرتقي سلم المجد كرجل أعمال ناجح، يشهد له الجميع. وقد بلغ صيته عند نتنياهو، فدعاه ليكون رئيسا لمكتبه وطاقمه كرئيس حزب الليكود المعارض. واستجاب للدعوة معلنا أنه يقدم نشاطه له مجانا، باعتبار أنه ليس بحاجة إلى المال.
بيد أن عمله لم يطل سوى سنتين. ففي نهاية عام 2008، ترك المنصب. ورفض إعطاء الأسباب. لكن الصحافة الإسرائيلية، اعتمادا على مقربين من بنيامين نتنياهو، تقول إنه لم يكن محبوبا لدى سارة، زوجة نتنياهو، فظلت وراءه حتى زهق. ولكن المقربين من سارة يقولون إنه استقال لأن الاستراتيجية التي وضعها لمهاجمة حكومة «كديما»، بقيادة رئيس الوزراء ايهود أولمرت، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، في حينه، لم تنجح، بل أدت إلى نتيجة عكسية. وحسب هذه التقارير، فإن بانيت وضع خطة تقول إن «أسوأ قرار اتخذته حكومة أولمرت خلال حرب لبنان، هو القرار بإطالة الحرب أربعة أيام أخرى. ففي هذه الأيام قتل نحو ثلاثين جنديا إسرائيليا هباء». .
غير أن المقربين من نتنياهو يؤكدون أنه على الرغم من موقف سارة نتنياهو السلبي من بانيت، فإن رئيس الوزراء ما زال يعتبره صديقا مقربا. ويريد، ولكنه لا يستطيع، إعادته إلى حاشيته. ونقلت صحيفة «هآرتس» على لسانه أنه يتمنى أن يرى بانيت «الرجل القدير الموهوب في موقع مهم من قيادة الدولة». ومن جهته فإن بانيت، ورغم مرور سنتين على تركه العمل السياسي، ما زال يكن الاحترام والتقدير لنتنياهو. من هنا، تثار التساؤلات: كيف وصل بانيت إلى هذا المركز في قمة هرم إدارة مجلس المستوطنات؟ هل هذا التعيين منفصل تماما عن السياسة الإسرائيلية؟ هل يمكن لبانيت أن يعمل بالانفصال عن رئيسه السابق نتنياهو؟ وهل سيكون بانيت مندوبا لنتنياهو لدى المستوطنين، أم مندوبا للمستوطنين عند نتنياهو؟ وقد نقل على لسان بانيت أنه يرى في منصبه الجديد تحديا كبيرا ورسالة ذات بعد كبير، فلمن هو التحدي وأي مغزى هذا؟ وهل اختيار بانيت، كان تكتيكا جديدا من المستوطنين للتقرب من نتنياهو، في الوقت الذي يتعرض فيه رئيس حكومة اليمين إلى ضغوط أميركية؟ وهل سيكون أداة تنسيق بين نتنياهو والمستوطنين؟ فاليمين في إسرائيل يبدي وعيا لأنه لا يريد أن يدخل في صدام مع نتنياهو، حتى لا يكرر خطأه القديم سنة 1999، عندما كانت خلافات اليمين وضغوطه سببا من أسباب سقوط نتنياهو وصعود ايهود باراك زعيم حزب العمل مكانه. فهل هو اليوم يغير تكتيكه لكي يحافظ على نتنياهو وينسق معه لمساعدته على مواجهة الضغط الأميركي بتوزيع أدوار بين الطرفين؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق