الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

الأخضر في اليمن !




خلف الحربي

يا صباح اللحمة.. يا مساء الزحمة!،
عيدكم مبارك وجعل كل أيامكم أعيادا ورحمة،
العيد ليس ثوبا جديدا، بل قلب جديد متحرر من هموم،
 صحيح أن الإنسان لا يستطيع أن ينزع قلبه ويضع مكانه قلبا مصنوعا من الجبنة،
 ولكنه على الأقل يستطيع أن يبدي استعدادا أكبر للفرح في هذا اليوم المبارك،
 مثلما يبدي عمال البناء استعدادهم لأن يكونوا جزارين في هذا اليوم بعيدا عن رقابة البلدية،
 فما أن تصطاد واحدا من هؤلاء الجزارين الطارئين وتنجح بعد مفاوضات صعبة في إقناعه بنحر خروفك،
حتى يدخل في مهمة قتالية غادرة مع الخروف المسكين،
 إلى درجة أنك تخشى عرض صور عمليات التعذيب على موقع ويكليكس!.

عموما، كنت سأفعل مثلما يفعل مذيعو التلفزيون في هذا اليوم، حين يستضيفون بعض كبار السن كي يحدثوهم عن بهجة العيد أيام زمان، ثم يؤيده المذيع الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين ربيعا،
حين يؤكد هو الآخر أن أيام العيد فقدت رونقها القديم بسبب تغيرات الحياة الحديثة،
ولكن ما منعني عن المشاركة في هذا الموال الموسمي هو الأخبار الصحافية التي تحدثت عن احتمال انسحاب فريق خليجي أو أكثر من دورة كأس الخليج القادمة التي سوف يتم تنظيمها في اليمن الشقيق بسبب الظروف الأمنية هناك، فقد دفعتني هذه الأخبار للتفكير تلقائيا في جدوى مشاركة منتخبنا الوطني في هذه البطولة الكروية في ظل هذه الظروف الغامضة!.

صحيح أنني عاتب على لاعبي منتخبنا الوطني لكرة القدم بسبب فشلهم في التأهل لكأس العالم،
إلا أن عتبي هذا لا يمكن أن يصل إلى درجة أنني أتمنى أن يشاركوا في بطولة تحيط بها ظروف أمنية قلقلة!،
خصوصا أننا مهما منحنا هذه البطولة من أبعاد معنوية فخمة، فإنها في أول الأمر وآخره بطولة ودية وغير معترف بها دوليا، ويمكن تأجيلها بكل سهولة دون أن تكترث الفيفا أو حتى الاتحاد الآسيوي.

ولكي لا تختلط أوراق هذا الموضوع ــ كما يحدث دائما ــ فإنني أؤكد على حبي واعتزازي باليمن الشقيق وأهله الكرام، فهم إخوتنا واستقرارهم من استقرارنا، ولكنني على الصعيد المحلي لا أرى ضرورة للمشاركة في هذه البطولة حرصا على سلامة اللاعبين والمشجعين السعوديين، خصوصا أن بعض التنظيمات الإرهابية الخارجة على القانون في اليمن تستهدف المملكة على نحو خاص!.

والمشهد من هنا حتى الجمعة القادم أن منتخبات الخليج المشاركة في البطولة تراقب بعضها بعضا، ليس من أجل دراسة المستويات الفنية، بل تنتظر أن يبادر أحدها بالانسحاب كي تنسحب وراءه بالتتابع، متجنبة ما يمكن تسميته بحرج المبادرة بالانسحاب، وهذا منطق غريب بالفعل لأن المسألة أكثر تعقيدا من أن نتعامل معها بروح المجاملة أو بمحاولات تجنب الحرج، فالانسحاب ليس موقفا مرتبكا، بل هو موقف مسؤول.. حيث يمكننا المشاركة في البطولة في وقت لاحق دون أن يتغير شيء.. وكل عام وأنتم بخير!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق