حدثني أحدهم قائلا:
لم أكد أنزل مع زوجتي من القطار متجهين إلى سلالم المحطة، حتى لفت نظري العامل الذي كان يخدّم علينا ونحن في المقطورة، كان يركض نحونا وينادي علينا وبيده شنطة نسائية، وما إن اقترب منا حتى تبين لي أنها الشنطة الثانية لزوجتي - ومشكلة زوجتي أنها لا تخرج إلا ومعها شنطتان واحدة بيدها والأخرى على كتفها -، وما إن رأت هي شنطتها حتى صرخت وكاد أن يغمى عليها من شدة الفرحة والكسوف معا، شكرناه شكرا جزيلا على أمانته وتعبه، وحاولت بشتى الوسائل أن أعطيه وأكافئه بمبلغ ولكنه رفض رفضا قاطعا قائلا لنا بالحرف الواحد: هذا هو عملي ويجب أن أؤديه بشرف، ولكن لدي طلب واحد أتمنى أن تحققاه لي، قلنا له: اطلب.
فاتجه إلى زوجتي يسألها: أريدك يا سيدتي أن تخبريني بالضبط عن مقدار النقود التي في حقيبتك، استغربت زوجتي من ذلك، ولكنها فتحت حقيبتها وأخبرته عن عدد النقود. وزاد استغرابنا أكثر عندما وجدناه يخرج من جيبه دفترا صغيرا ويدون المبلغ خلف أسطر طويلة من الأرقام، وبعد أن انتهى التفت إلينا قائلا: إنني أحسب المبالغ التي أخسرها من جراء أمانتي، ثم رفع قبعته وانحنى أمامنا قائلا: أتمنى لكما وقتا سعيدا، وذهب يركض للحاق بالقطار قبل أن يتحرك.
.aawsat.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق