* «أعتقد أن معظمنا نحن الأطفال الأميركيين الذين كنا في المملكة العربية السعودية في الأربعينات والخمسينات يتذكر مجيء الملك سعود إلى الظهران وإقامة مخيمه على النجيل الأخضر (بيت هاملتون)
كنا جميعا نمر من أمامه ونصافحه ونتسلم منه الهدايا. الشيء الذي لا يعرفه كثيرون هو أنه يحضر مع بعض أفراد عائلته، وكانوا ينزلون في بيتين في الشارع الحادي عشر، كان أحد هذين البيتين مجاورا لمنزلنا مباشرة والآخر عبر الشارع، وكانت الحواجز الخضراء المعروفة تفصل ما بين البيوت
كنا دائما نشعر بكل نزيل جديد في هذين البيتين لأن الحرس الوطني بملابسهم التقليدية عادة ما يظهرون حين يأتي الملك، وينتشرون حول بيوت الضيافة الملكية تلك
، في أحد هذه الأيام وعند السادسة مساء كنت أختلس النظر - كما يفعل الأطفال - عبر السياج الذي يفصل بيننا وبين بيت الضيافة الملكي، وتعرفت بهذه الطريقة على إحدى الأميرات الصغيرات، كان اسمها الأميرة لولوة، كانت لديها ضفيرتان طويلتان غزيرتا الشعر، وكنت أعجب بهما لحد الوله، وأصبح الحرس يسمح لي بالدخول والخروج وكنا نلعب معا بفرح،
وأذكر جيدا أنه في إحدى المرات حين استدعت أمها جميع أبنائها لدخول حجرة النوم كنت هناك، لذلك دخلت مع صديقتي الجديدة الأميرة الصغيرة
ورأيت كيف أن زوجة الملك وضعت حقيبة كبيرة على حجرها وبدأت في إخراج بعض النقود، وحتى لا تجعلني أشعر بحرج العزلة وضعت قطعة نقود ذهبية في راحتي، وفيما بعد، وعندما أبرزت هذه الهدية لوالدتي أخذتها مني وقالت إنها ستحتفظ بها في مكان آمن
، لم أرها مرة أخرى حتى حان عيد ميلادي الحادي والعشرين، حينها أرجعت لي تلك العملة الذهبية، وقد نظمت ضمن بروش ذهبي على هيئة شمس ساطعة، إنني احتفظ بهذه القطعة من المجوهرات إلى هذا اليوم وسأحتفظ بها حتى أقدمها فيما بعد لابنتي كقطعة ذهب ملكية مهداة إلي من بيت الملك سعود.
لورنا ويزوس مير (1949 - 1983م)».

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق