الاثنين، 30 أغسطس 2010










أنها ليست المرة الأولى التي تُسرق فيها لوحة فان جوخ زهرة الخشخاش ,,




فقد تعرضت اللوحة الشهيرة للسرقة الأولى في العام 1977 .


ذات يوم منذ سنوات استيقظت القاهرة على خبر مثير،


عندما اكتشف المسؤولون عن متحف محمد محمود خليل بالزمالك اختفاء لوحة «أزهار الخشخاش» من على جدران المتحف،


أثار خبر سرقة اللوحة الشهيرة ردود فعل متباينة،


فمن ناحية انطلق رجال البوليس في عمليات بحث محمومة من أجل سرعة القبض على اللص المجهول واعادة اللوحة الثمينة.


ومن ناحية أخرى فقد أحدث الخبر نوعا من الحمى في أسواق شراء اللوحات الفنية العالمية،


.وباءت كل جهود ومحاولات البوليس المصري بالفشل..


وتحولت سرقة لوحة فان جوخ الى علامة استفهام


والطريف أن وزارة الثقافة وهى الجهة المشرفة على المتحف حاولت من جانبها استعادة اللوحة المسروقة. بلغ الأمر ببعضهم حتى لجأ الى أحد المشعوذين لكشف غموض الحادث لكن المشعوذ فشل في تحديد شخصية اللص المجهول،


حسن العسال !.وهو شاب مصرى رشيق القوام ولد في أسرة ثرية يعمل عائلها في الهيئة القضائية، وكان يفترض أن يكون حسن العسال قاضيا أو محاميا، لكن الطفل الذي كان يقفز من بيت أهله الى حديقة بيت الدكتور طه حسين المجاورة، لم يكن يتخيل أنه سيصبح واحدا من أشهر اللصوص في مصر.


فبعد أن فشل في دراسته وكانت له ميول فنية في الرسم،


خرج مطرودا للأبد من بيت العائلة الى الشارع،


حيث جرفه تيار الضياع والجريمة، الى قاع المدينة الذي يختلط فيه البسطاء باللصوص.


لكن أغرب ما اشتهر به « حسن العسال اللص» أنه كان خلال مغامراته الليلية في عالم الجريمة،


يرتدي حذاء الباليه، الذي يساعده على القفز برشاقة الفهد عبر أسطح البيت،


دون أن يشعر به أحد.تلك لم تكن ميزة اللص الوحيدة.


فقد قال لي ذات يوم: أنني أبدا لم أسرق فقيرا!.كان العسال اللص منحازا دون مناقشة الى عالم الفقراء،


حسن العسال بعد أن عاش الجريمة سنوات مثيرة، ألقت المصادفة أمامه بفتاة جميلة أحبها وتزوجها وأنجب منها، وجعله وجه ابنته الجميلة يفكر في التوبة والإقلاع عن السرقة تماما.


وعادة حين يتوب اللص يتولى أحد الضباط متابعة حالته، للتأكد من أنه لن يعود مرة أخرى الى دنيا الإجرام،


وذلك من خلال لقاءات دورية شهرية بين اللص التائب والضابط.


وحين ذهب حسن العسال الى مكتب الضابط المسؤول محمد عبدالنبي ليؤكد له توبته، طلب الضابط من أحد جنوده شراء قطعة شيكولاته لابنة حسن العسال الصغيرة التي كانت تمسك بيده وهو يقف أمام الضابط.


وظل العسال يحدق في وجه الضابط عبدالنبي بذهول، وكأنه لا يصدق أن يقدم الضابط على لفتة إنسانية مثل هذه، فقد تعود العسال من قبل على قسوة رجال الأمن من خلال مطارداتهم السابقة له.


وفجأة قال للضابط: شكرا على الشيكولاته لطفلتي.. هل تسمح لي سيدي أن أقدم لك قطعة حلوى على طريقتي؟


.- سأله الضابط متعجبا: ما هي؟.قال حسن العسال: لوحة أزهار الخشخاش لفان جوخ.. التي يبحث عنها البوليس منذ عام بلا جدوى!


.ذلك ما حدث تماما..


اعترف العسال في منتهى البساطة للضابط محمد عبدالنبي أنه سرق اللوحة الشهيرة بتكليف من مرشد سياحي،


وأن المرشد السياحي قام بتهريب اللوحة داخل حقيبة ملابس أخيه، الذي كان يعمل مدرسا في الكويت، ويقضي إجازة الصيف في القاهرة، ثم عاد الى الكويت دون أن يعلم أن باطن حقيبة ملابسه تختفي فيه لوحة أزهار الخشخاش.


وعرض حسن العسال على الشرطة أن يسهم في إعادة اللوحة مقابل أن تساعده الشرطة في إقامة كشك بسيط لبيع المرطبات والحلوى، يقتات منه رزق أولاده الصغار


.ونجحت الشرطة بمساعدة حسن العسال في إعادة اللوحة الى مصر مرة أخرى.


لكن العسال خرج من مولد الفرحة بعودة اللوحة صفر اليدين، فقد تم توزيع المكافآت على كبار الضباط وصغارهم.


ولم يفكر أحد في مسألة كشك المرطبات الذي سوف يحمي أسرة اللص التائب من الضياع


.وذات يوم وجدته يقف أمامي في مكتبي قال ببساطة: أنا حسن العسال.وقبل أن أرحب به. قال لي: سوف أسرق اللوحة مرة أخرى!.غادرنا الجريدة سويا الى أحد مقاهي القاهرة المزدحمة وجلس حسن العسال يروي لي مأساته من البداية، قال لي أن أحدا لا يريد أن يكون لصا، لكنها الحياة التي تقسم الناس الى فريقين دائما الشرفاء واللصوص، الشجعان والجبناء، الأغنياء والفقراء، وقال لي أن الحياة لا تعطي الإنسان دائما ما يريد،


.قال لي حسن العسال: لم أعد قادرا على شراء الحليب لطفلتي الصغيرة.. بعد أن بعت معظم أثاث بيتي من أجل إطعام أسرتي.. هكذا لا مفر من أن أسرق اللوحة مرة أخرى.. لكن لحسابي!


.وعندما قلت له أن سرقة اللوحة من جديد لن تكون حلا نهائيا لمشكلته.قال لي بمرارة:


أعلم.. لكني ماذا أفعل.. ان سرقة اللوحة مرة أخرى ستجعلني مطاردا من الجميع لن تكون هناك رحمة، لقد فكرت في مجرد سرقتها وليس محاولة بيعها،


. سوف أسرق اللوحة حتى يعرف الجميع أنني أريد أن أعيش حياة شريفة ولا أستطيع.


قررت أن أساعد حسن العسال في إقامة كشك المرطبات من ناحية أخرى دون أن يعلم، أوصيت عددا من أصدقائي اللصوص بمراقبته من بعيد للتأكد من أنه فعلا بدأ صفحة الحياة الشريفة.لكن صدمتي كانت عظيمة بعد فترة عندما علمت أنه تم القبض عليه بتهمة الاتجار بالمخدرات، وبعد أيام تلقيت من حسن العسال رسالة بعث لي بها من السجن يقول لي فيها أن التهمة لفقت له حين رفض أن يعمل مرشدا سريا لأحد الضباط.

المقالة نشرت 2008 في
.annaharkw.


فهل ياترى احفاد حسن العسال سرقوا اللوحة ,,, انتقاما لنقض الضباط وعد جدهم اللص الرشيق ؟!! ربما .,,,




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق