ذهب الى مختار المنطقة شاكيا، وبعد انتظار طويل على باب مكتبه سمحوا له بالدخول، سلم على المختار على عجل وقال بضيق شديد:
«سيدي المختار جئتك شاكيا، فالحي الذي اقطنه بات تكثر فيه الكلاب، راجيا الحزم في ردعها والقضاء عليها، بعض الكلاب ضالة ومشردة تتسكع في شوارع الحي وتقتات من اكياس الزبالة، والبعض الآخر هي كلاب ذوات تابعة لقاطني الحي، فقد كثرت هذه الايام في حينا ونباحها بات يقض مضجعي، ووجودها يقلق راحتي».
ابتسم المختار وقال:
«الامر بسيط ولا يستدعي الشكوى، غير ساعة نومك، وبدل اسباب الراحة عندك، وصدقني، ستكون حالك على ما يرام».
نظر الى المختار بدهشة وقال:
«يا سعادة المختار الامر لا يقتصر على ذلك، فالكلاب الضالة تنفض اكياس الزبالة وتنثر ما فيها حول بيتي!»
قال المختار:
«استغل هاتيك الفرصة واستفد من ذلك، وكن اذكى من رجل لا يملك الا الشكوى، وشارك الكلاب في نفض الاكياس، والتقط ما تنثره من اكوام الزبالة، ولا ضير ان اتسخت يداك وضميرك ايضا، فنحن في زمن الوساخة».
استرسل قائلا للمختار بحنق متجاهلا كلامه:
«ويا حضرة المختار المحترم كلاب الذوات تعيش بيننا ومن حولنا، وحالها افضل من حال كثير من البشر، تراها بعلياء اصحابها وتبجحهم تنتهك حرمة اسواري وتعيث بحديقة بيتي فوضى وفسادا، وما برحت تقضم يومي وغدي وتأكل من صحني!»
رد عليه المختار بضجر:
«الرفق بالكلاب يا هذا، للحيوان حقوق كالانسان ايضا، ما الضير بأن تدعها تمرح في حديقة بيتك، وان تقاسمك لقمتك وتشاركك في اكلك؟ لا تكن صلبا فتكسر، وكن لينا كالطين الملون الذي يلهو به الاطفال وواكب زمنك، وان قضمت من يومك وغدك، فلست اول من مُورس القضم على ايامه، قد يأتيك يوم تأكل فيه من صحن غيرك، ولو دامت لغيرك ما اتصلت اليك».
نظر الى المختار باستنكار وقال:
«وان رضيت بذلك، الا تعلم أن بعض هذه الكلاب مسعورة؟»
اجاب المختار غير مبال:
«لدينا في المخازن من الامصال ما يكفي، وان كان الحي اصبح مكتظا بالسكان، الاحرى بنا ان نغربل قاطنيه ونخفف من كثافة سكانه!».
تثاءب المختار وحدق في الشاكي بعينين خاويتين، فقال الشاكي:
«يا فخامة المختار المعظم، جئتك شاكيا حال حينا المبتلي بقطيع من الكلاب، ولا آمل إلا بكف اذاها عن حينا والقضاء عليها، ولكني اراك راضيا ومسرورا بوجود الكلاب تملأ هذا الحي!».
اشاح المختار بوجهه وقال:
«يا هذا.. انا مختار هذه المنطقة، وشؤون هذا الحي ترزح تحت امري، وانا مشغول جدا وليس لدي من الوقت ما يكفي لأهدره معك، خذ مني نصيحة قد تنفعك وتحل مشكلتك...»
قاطعه الشاكي بلهفة وقال:
«رجوتك ان تسعفني بها!»،
رد عليه المختار:
«انبح مثلها!».
كأنها تحكي قصة واقعنا ..
الشاكي هو نحن ...
الكلاب الضالة والمسعورة والمزعجة هم الفئة الضالة "المعارضة "الارهابيين"
اما المختار فهي منظمة حقوق الانسان التي بدأت حقا اكره مسماها وافعالها التي تقف وتدافع عن كلاااااااب اعزكم الله

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق