الجمعة، 26 نوفمبر 2010

في الحديث: «والذي نفسي بيده لإسلام رجل واحد أحب إليَّ من قتل ألف كافر»

وأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جذيمة وقاتلوه ثم أسلم بعضهم وأخذوا يقولون: صبأنا صبأنا.. يعني: أسلمنا، فلم يفهم خالد مقصودهم فأمر بقتلهم، فلما أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - قام واقفا واستقبل القبلة ورفع يديه وقال: «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد» مرتين.. رواه البخاري. وأرسل الرسول - صلى الله عليه وسلم - أسامة بن زيد يقاتل الكفار، وخرج رجل من المشركين فقتل من المسلمين كثيرا، فلما تمكن منه أسامة رفع السيف عليه فقال المشرك: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. فقتله أسامة، فتغيظ عليه الصلاة والسلام، وغضب غضبا شديدا، فلما قدم عليه أسامة صاح في وجهه: «قتلته بعدما قال لا إله إلا الله»؟ قال أسامة: إنما قالها تعوذا. فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «من لك بلا إله إلا الله إذا جاءت تحاج عنه يوم القيامة»؟ رواه مسلم. ولما أرسل الرسول - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب إلى اليهود ورأى تصميم علي وعزمه على قتالهم في خيبر قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ادعهم إلى لا إله إلا الله، وأني رسول الله، والذي نفسي بيده لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم».




أرجو من الأمة أن تقرأ هذه النصوص وأن تقف عندها طويلا، وأرجو من المتسرعين إلى القتل والمتعطشين إلى الدماء أن يقفوا وقفة محاسبة وخوف وخشية ومراقبة لله - عز وجل - وألا يأخذوا بالتأويل والأعذار الواهية والاحتمالات في قتل الأنفس المعصومة والمعاهدة والمستأمنة والأطفال والشيوخ والنساء والعزل، أرجو ألا يحمل السلاح إلا على العدو المحتل المغتصب المستهتر بالدماء والأعراض والشرائع والمواثيق الدولية، أرجو أن ندخل الأمن والأمان والسلم والسلام على العالم ليدخلوا في دين الله أفواجا.

الدكتور عائض القرني







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق