وروى الطبري في تفسير قوله تعالى:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا»،
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسل سرية تقاتل المشركين وفي سريته رجل اسمه محلم بن الصعب بن جثمامة، فمر بالسرية رجل، فلما رأى الصحابة أعلن إسلامه، وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكان بين هذا الرجل وبين محلم بن الصعب إحن وثارات في الجاهلية، فقام محلم وحمل عليه السيف وقتله وقال: إنما ألقى علينا السلام خوفا من القتل. فأخبر الرسول - عليه الصلاة والسلام - فاشتاط غضبا، وامتلأ حزنا. قال ابن عمر: والله ما رأيت الرسول - صلى الله عليه وسلم - أشد غضبا وكربا من ذاك اليوم.. فذهب القاتل محلم إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وجلس بين يديه وقال: استغفر لي يا رسول الله. فرفع الرسول - صلى الله عليه وسلم - يديه مغضبا وقال:
«اللهم لا تغفر لمحلم» ثلاث مرات، فقام محلم يمسح دموعه بردائه ثم تمرض ومات بعد أيام، فأتى الصحابة يدفنونه، كلما دفنوه في قبر لفظه القبر، فأخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن
«الأرض تقبل شرا منه، ولكن الله أراد أن يعظكم».

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق